أسامة داود يرصد: "خراب بيوت" مزارعى البنجر بكفر الشيخ

المصنع توقف عن تسلم مزروعاتهم وأعطى الأولوية للغرباء من خارج المحافظة

ملايين الأطنان تحولت إلى "كتلة من العفن" ملقاة في العراء

ضاع عرق وجهد واستثمارات بملايين الجنيهات ديونا في عنق المزارعين

المزارعون لجأوا لنقل منتجاتهم بسيارات مستأجرة بعد رفض الشركة النقل باسطولها

المصنع رفض السماح لمزارعى المحافظة بتفريغ مزروعاتهم وترك سياراتهم لأيام

الأسعار التي يشترى بها المصنع البنجر رمزية مقارنة بالقيمة الحقيقية لها

حاولنا التواصل مع رئيس شركة الدلتا للسكر لكنه لم يرد

فجأة وبدون مقدمات توقف مصنع بنجر السكر بالحامول بكفر الشيخ عن تسلم كميات البنجر المنزرعة بمراكز المحافظة خاصة فوة ومطوبس ودسوق، وأعطى الأولوية لكميات تورد له من مناطق خارج المحافظة وبعيدة عن نطاق تعاقداته. وهى عقوبة غريبة وقعها المصنع ضد المزارعين بعد جهد وعرق وتكاليف تجاوزت 20 ألف جنيه لزراعة كل فدان واحد من البنجر ومع ارتفاع أسعار المستلزمات على الفلاح. هذا القرار جعل ملايين الأطنان ملقاة على الطرق في العراء بمدن وقرى المحافظة لتتحول إلى كتل من العفن بعد تعرضها للشمس ولكل العوامل الجوية لأيام وأسابيع بينما المدة التي يتحملها البنجر بعد جمعه من الأراضى لا تتجاوز 4 أيام فقط. وهكذا ضاع عرق وجهد واستثمارات ضخت بملايين الجنيهات كلها ديون في عنق المزارعين في زراعة عشرات الآلاف من الأفدنة بمحافظة كفر الشيخ مقر مصنع سكر الحامول ليضيع ثمار تعب الفلاحين الغلابة. أسطول السيارات التابع للمصنع رفض نقل كميات البنجر من مراكز فوة ومطوبس ودسوق وسيدى سالم بزعم بُعد المسافة، بينما يمثل النقل التزاما عليه باعتباره هو من يقدم التقاوى للمزارعين ويقوم بالتعاقد معهم على زراعة تلك الكميات. كما أن الأسعار التي يشترى بها المصنع البنجر تعد رمزية مقارنة بالقيمة الحقيقية لها في ظل ارتفاع أسعار السكر ، متعللا بأنها أسعار وضعتها وزارة التموين حتى لا يتجه الفلاح إلى زراعة البنجر على حساب زراعة القمح. لجأ المزارعون إلى نقل منتجاتهم بسيارات تم استئجارها بعد رفض نقل المصنع لها بأسطول سياراته الذى يتجاوز المئات وعلى نفقتهم الخاصة في محاولة لإنقاذ عرقهم وأنفسهم من السجن في حالة عدم توريد البنجر وتسلم ثمنه لسداد التزاماتهم التي ضخوها على مدار شهور طويلة في مزروعات لا مجال للتصرف فيها. المثير للعجب أن المصنع رفض السماح للمزارعين بتفريغ مزروعاتهم من البنجر وترك السيارات لأيام تقف انتظارا لدور لا يأتي لتتضاعف تكلفة النقل عليهم، نظرا لأن الأولوية لدى المصنع تكون لكميات البنجر الموردة من خارج أراضى المحافظة. ومن قبيل الأمانة والحياد المهنى ونقل كل وجهات النظر، حاولت بدورى التواصل مع الدكتور أحمد أبو اليزيد رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للسكر التى يتبع لها مصنع بنجر السكر بالحامول، لكنه لم يرد باعتبار أن التليفونات التي تأتى له تكون بسبب فشل إدارة الشركة في الالتزام بالوفاء بتعاقداتها مع المزارعين البسطاء، وكأن خراب بيوتهم بسبب قرارات إدارة الشركة الخاطئة لا يعنيه من قريب أو بعيد. يذكر أنه فى عام 1978 تم تأسيس شركة الدلتا للسكر كأول شركة لإنتاج السكر من البنجر فى مصر وفى عام 1982 تم الانتهاء من إقامة الخط الأول للإنتاج بطاقة 100 ألف طن سكر بالموسم. وتم تحديث معدات الخطين الأول والثانى ورفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية إلى 300 ألف طن في الموسم الواحد. جدير بالذكر أن مصنع السكر بالحامول رقم 9 أنشأته الدولة المصرية في بداية الثمانينيات ثم أضيف له خط إنتاج جديد عام 1998 يحمل رقم 11، وتقع مصانع الشركة فى منطقة الزاوية بمركز الحامول - على بعد 33 كم شمال محافظة كفر الشيخ و175 كم من مدينة القاهرة. usamadwd@yahoo.com

أقرأ ايضاً

أسامة داود يكتب عن: كواليس منجم السكرى ولعبة التسقيع!

أسامة داود يكشف بالأسماء : سر المحمودية فى تعيينات الكهرباء